حوار موقع المحتسب مع فضيلة الشيخ الدكتور محمد السعيدي (الجزء الأول)

تكبير الخط تصغير الخط

الحمد لله رب العالمين، الذي بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

فلقد مر المجتمع الإسلامي قديمًا وحديثًا بالكثير من الأحداث استهدفت وجوده وثقافته، فلم يواجه دين من الأديان مثلما واجه الإسلام من تحديات، واليوم تواجه الهوية الإسلامية حملات مضادة من مناهج متغربة علمانية وليبرالية وماركسية، وكلها تهدف إلى طمس هويته، ومسألة الحفاظ على الهوية من القضايا الأساسية والتي بها يحفظ المجتمع المسلم تماسكه وقوته، ومن هنا يأتي الدور الكبير على علماء الأمة ومصلحيها في تنمية ثقافة الحفاظ على الهوية الإسلامية وأهميتها، والدعوة إلى تجسيد مبادئها والدفاع عنها.

ولقد كان لموقع المحتسب حوار مع فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن إبراهيم السعيدي الدكتور في أصول الفقه بجامعة أم القرى، تطرقنا في أثنائه لدور المحتسبين في هذا الموضوع بالذات.. وغيره من المواضيع المشابهة، والتي تحتاج إلى بيان وإيضاح لدور المحتسبين والدعاة.

والآن إلى الحوار:

المحتسب: الأمة الإسلامية تواجه اليوم تحديات كبيرة ومؤامرات شديدة تهدف إلى تشويه دينها ونبيها وقرآنها، ما الدور المناط بالدعاة والمحتسبين حيال هذه التحديات والمؤامرات من وجهة نظركم؟

الشيخ: خلاصة دورهم: وراثة الأنبياء عليهم وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم، ومهمات الأنبياء بينها القرآن الكريم في عدد من المواضع، فمن هذه المهام:

1- التذكير: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الذاريات:55]، والتذكير ليس عملاً سهلاً أو أمراً يطيقه كل أحد؛ لأنه لا يراد به التذكير الذهني الذي يمكن تحصيله بإبراز القرائن التي يمكنها أن تعيد الذاكرة، بل الأمر أعقد من ذلك، فهو تذكير وجداني يعيد القلب إلى إيمانه، وإعادة القلوب إلى إيمانها، أو إعادة الإيمان إلى القلوب من المهام التي يجب أن تبذل فيها الجهود، وتستفرغ فيها الطاقات.

2- ومن مهامهم أيضًا: الإنذار: ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ [الرعد:7].

والإنذار يكون بأمرين:

الأول: ما أعده الله للناس بعد الموت من سؤال وحساب وصراط ونار.

الثاني: ما جعله الله تعالى من سنن كونية عظيمة لا تتخلف أبداً وإن تأخرت، من استدراج للظالمين، ثم أخذ لهم، ومن إملاء وإمهال، ثم تغير نعمة وزوال حال: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ﴾ [الأحزاب:38].

3- المهمة الثالثة: البشارة الصالحة: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ﴾ [البقرة:213]، والحال في البشارة كالحال في النذارة، يكون بما يعده الله للناس من تثبيت حين السؤال، ونعيم في القبر، ونجاة المحشر، وفوز بالجنة، وعلو درجات في منازلها، ويكون أيضاً بشارة بسنن الله تعالى من وعد للأمم الصالحة بالتمكين، ووراثة الأرض، والنعيم الدنيوي.

4- رابع المهام: الإصلاح في الأرض: ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ﴾ [هود:88]، والإصلاح الذي يريده الله تعالى من عباده في الأرض هو عبادتهم له اختياراً، كما هم عباد له اضطراراً، وتحقيق مقاصد شرعه: من حفظ الضرورات الخمس وما يتبعها من الحاجات والتحسينات، وكل ذلك لا يكون إلا بالسعي وراء الناس حكاماً وعلماء وعامة ليقيموا الدين في أنفسهم وفي من حولهم، وفيما ولاهم الله تعالى إياه.

المحتسب: تعاني المجتمعات الإسلامية من انتشار ظاهرة فقدان الهوية والذوبان في ثقافات وعادات الغرب والشرق، فما هي أسباب هذه الظواهر؟ وما هي الطرق التي تنصحون بها المحتسبين للتصدي لهذه الظواهر؟

الشيخ: فقدان الهوية الذي تعاني منه الأمة الإسلامية اليوم على اختلاف وتباين في درجاتها في ذلك -ومع تحفظي على وصف ما يجري في بلادنا المملكة العربية السعودية بأنه فقدان هوية-، أقول: مع ذلك ليس ما يحصل وليد اليوم، بل هو وليد تاريخ طويل، وتفريط ساهمت فيه كل مكونات الأمة دون استثناء، وباستثناء حركة الإصلاح التي قام بها الإمامان محمد بن عبدالوهاب ومحمد بن سعود، فإن كل محاولات الإصلاح فشلت؛ لأنها حاولت إصلاح واقع الأمة بمعزل عن كونه نتاج تاريخ من التفريط، فجاءت جميع محاولات الإصلاح -باستثناء الحركة السلفية في الجزيرة العربية- قشورية جداً سرعان ما تنقشع عند أول عاصفة تصيبها، ثم تنشغل في لملمة نفسها من جديد، وهكذا يضيع العمر وهي بين لملمة للنفس ثم انقشاع من جديد.

ولهذا أرى أن أفضل ما يمكن تقديمه للمصلحين من نصح: هو عدم الانشغال بالقشور عن الجذور، فإن كل مظهر من مظاهر الفساد إنما هو ثمرة خبيثة إن تركت سيقانها وجذورها لم تنقطع عن الإتيان بالثمر، أو أشبهه بالأرضة التي ينشغل الناس بقتلها، ويتركون الحشرة الأم التي تبيض في اليوم ثلاثين ألف بيضة، وتعمر خمسين عاماً.

إن قصر الجهود على مكافحة مظاهر الانحراف وترك علاج أسبابه لا تثمر إلا صراعات ثقافية أو اجتماعية أو سياسية، أو كل هذه معاً، وبالتأكيد سوف ينتج عن هذه المحاربة إعاقة للانحراف، وتأخير كبير لهيمنته على المجتمع، لكنها لا تؤدي إلى القضاء عليه.

لهذا عندما تسألني أيهما أولى، الدعوة أم الاحتساب، سأقول لك بالتأكيد: الدعوة أولى؛ وذلك لأنها عبارة عن تطهير المحيط؛ كي لا يكون قابلاً لحياة أي جرثومة كامنة فيه، ومن ثَمَّ زراعته أو بناؤه، أما الاحتساب فهو مكافحة الجراثيم التي تخللت البناء أو المزروعات.

المحتسب: فضيلة الشيخ! الهجوم على المرأة المسلمة على أشده، وهناك مظاهر كثيرة لتغريب المرأة المسلمة، لو وضحتم لنا أهمها، وما هي أهم السبل والوسائل الاحتسابية التي يستطيع أهل الحسبة من خلالها التصدي لهذه المظاهر؟

الشيخ: فلنقل: إفساد المرأة؛ لأن مصطلح التغريب يعطي انطباعاً أن المستهدف بالإفساد هو المرأة المسلمة والشرقية وحسب، بينما إفساد المرأة هدف ماسوني استراتيجي، والمرأة الغربية النصرانية ضحية له، كل ما في الأمر أن المرأة في الغرب كانت البداية بها، وكانت أسرع سقوطاً، وقد صاحب سقوط المرأة في الغرب سقوط الدين بأسره، كما يقول “ول ديورانت” في كتابه: “دروس التاريخ”، وصاحب سقوط المرأة في الكثير من بلدان العالم الإسلامي هيمنة الاستعمار العسكري، ومن ثَم الثقافي، ثُم قيام أنظمة علمانية تدفع بالمرأة نحو الهاوية، هذا إضافة إلى عامل انتشار الانحراف عن المنهج الإسلامي القويم، كل ذلك ساعد في التسريع نحو إفساد المرأة.

وأبرز هذه المظاهر: هو تطبيع الفساد تدريجياً عن طريق الدراما، وهي أقدم الطرق وأكثرها نجاحاً، وقد كانت الدراما قليلة جداً في بلادنا من بداية ظهور التلفزة وحتى أواخر التسعينات، حيث بدأت تكثر شيئاً فشيئاً إلى أن وصلت إلى وضعها اليوم، حيث تنتشر الدراما المروجة لتطبيع التغريب في عشرات القنوات، بل إن الطين زاد بلة مع مشاريع دبلجة الدراما من الحضارات الأخرى إلى العربية، حيث إن الدراما المدبلجة تأخذ على عاتقها تطبيع أمور لا يمكن للمسلسلات العربية تطبيعها، كالحمل بدون زواج، والمصاحبة.. وغير ذلك.

واليوم تصنع البرامج التفاعلية في نفوس الشابات أعظم مما تصنعه الدراما أو غيرها.

وقد يظهر تطبيع الانحراف عن طريق استغلال بعض المهن، كالطب والتمريض في الترويج لصورة المرأة العاملة المختلطة بالرجال، وقد نجحت هذه الوسيلة في تطبيع العمل المختلط في بلاد العالم الإسلامي، لكنها -ولله الحمد- لم تنجح في بلادنا المملكة العربية السعودية؛ لذلك يُستخدم فرض الاختلاط من قِبل المتأثرين بالمناهج الفقهية المتماهية مع التغريب؛ ليكون تدريجياً عُرفاً سائداً في العمل والمحاضرات والتعليم.. وغير ذلك.

الخلاصة: أن تطبيع الانحراف عن المنهج الصحيح أبرز وسائل التغريب وأكثرها نجاحاً على مستوى العالم الإسلامي.

ومن وسائل التغريب أيضا -وأظنها أخطرها-: استخدام الفتاوى الفقهية التي نشأت لمعالجة واقع مختلف في غير بلادنا، ومحاولة تنزيلها على بلادنا؛ بحجة أن الدين واحد، وأن تقليد المجتهدين لا تحده حدود، والأخطر حين يتقلد هذه الفتاوى بعض طلبة العلم في المملكة، الأمر الذي يُعَد ذريعة قوية للتأثر بفتاواهم من قِبَلِ متخذ القرار.

المعضلة الأكبر في الفتاوى حين نجدها تريد التأصيل لأمور تسهم في إيجاد إشكاليات للمرأة في بلادنا، وفق قواعد أصولية، كقاعدة: “الأصل في الأشياء الإباحة”، وقاعدة: “جواز حظر بعض المباحات لاقتضاء المصلحة” مغفلين قواعد أرجح وأحرى بالإعمال، كقاعدة: “سد الذرائع”، وقاعدة: “الحكم على الشيء فرع عن تصوره”.

مثل هذا الخلل في التأصيل لبعض الفتاوى هو ما أوجد فتاوى مثل: جواز تحديد سن الزواج، وتجريم زواج القاصرات، مع أن تسويغ التنظيمات بمثل هذه الفتاوى لم يُنظر فيه لإشكاليات كبرى سوف تطرأ لو قُرِّر مثل هذا التنظيم.

ومن وسائل التغريب أيضاً: عدم ضبط بعض المشاريع التي هي في أصلها مفيدة للمجتمع، فيؤدي عدم ضبطها إلى مفاسد عاجلة وآجلة تطرأ على حياته الثقافية والاجتماعية، ومن أمثلة ذلك: الابتعاث، فنحن نعلم أنه وسيلة للاستفادة من خبرات الأمم الأخرى المتقدمة في بعض العلوم، لكن التوسع فيه من جهة عدم اعتبار النوعية في المبتعثين، أو عدم اعتبار النوعية في التخصصات محل الدراسة، وكذلك فتح الباب واسعاً أمام ابتعاث النساء سوف يؤدي حتماً إلى تسرب مفاسد الحضارات الأخرى إلى عقول وقلوب بعض الشباب، الذين يُفترض أن يعودوا ويؤثروا على المجتمع بما علق بهم من أخلاق وأفكار تسربت إليهم؛ جراء عيشهم ومخالطتهم للأمم الأخرى.

أما الوسائل التي يمكن بها مقاومة هذا التغريب أو الإفساد: فلا بد أن يقوم أهل الخير بمشاريع تربوية كبيرة، تؤصل في النفوس حقيقة مراد الله تعالى من الناس في حياتهم الاجتماعية وعلاقاتهم، لا سيما النساء، حيث هن المستهدفات بمثل هذه المشاريع العالمية، وتصاحب هذه المشاريع التربوية جميع مراحل النمو، فيخصص مشاريع للأطفال، ومشاريع للفتيان والفتيات، ومشاريع للأسرة، ومن الجدير بالثناء والاستبشار: أن المملكة العربية السعودية -ولله الحمد- مليئة بالمشاريع التي هي من هذا الصنف، ولسنا في معرض سردها، لكنني أزعم أنها غير كافية، فالابتلاء في عصرنا بمحاولات إفساد المرأة كبيرة جداً.

المحتسب: ما الدور الاحتسابي الذي ينبغي أن تقوم به الأسرة والمدرسة والمجتمع بشكل عام تجاه قضية التغريب؟

الشيخ: مقاومة التغريب، بل مقاومة الانحراف الاجتماعي السلوكي والأخلاقي والديني لا تقوده في كل عصر من العصور سوى الأسرة والمجتمع، وسر نجاح التغريب في العالم الإسلامي هو إسناد قيادة مقاومة الانحراف بكل أنواعه إلى الدول، في ما مضى -ولله الحمد- كانت الأسرة والمجتمع تقودان الحفاظ على سلامة المجتمع من الانحرافات السلوكية قدر المستطاع، ونجحنا إلى حد كبير لم توفق إليه دول أخرى، فمن يلاحظ مستوى التمسك بالمظهر الإسلامي في بناء الأسرة والمرأة والهيئة العامة للمجتمع في المملكة، يجد أننا لا زلنا أكثر دول العالم الإسلامي تمسكاً، وهذه هي الخصوصية التي يحاول دعاة التغريب إنكارها.

فأول ما هو مطلوب من المجتمع والأسرة في مقاومة كل أشكال الانحراف: عدم الاتكاء على الدولة في القيام بذلك؛ لأن تفريط الأسرة بأبنائها فكرياً وسلوكياً، وكذلك المجتمع واعتمادهما على ما ينبغي على الدولة أن تقدمه من مشاريع للحماية سوف يودي بالمجتمع لا محالة.

وما نشاهده اليوم من ارتفاع لنسبة التوجه الأخلاقي نحو المفاهيم الغربية لدى الشباب سببه الأكبر في تقديري: هو تفريط الأسرة والمجتمع في دورهما الرقابي والتربوي؛ اعتماداً على مسؤولية الدولة عن الرقابة الإعلامية والتجارية والأخلاقية، هذا مع عدم تصريحهم بهذا الاعتماد إلا قليلاً، ومع ذلك فحقيقة الأمر هو كونهم مفرطين في واجباتهم ومعتمدين على ما يتصورون أن على الدولة أن تقوم به.

تتلخص واجبات الأسرة لمقاومة التغريب فيما يلي:

١- احتواء الأبناء والفتيات حتى يجدوا في الأسرة أجواء حميمية، تجعلهم يستغنون بها عن البحث عن صداقات قد تكون خطرة، وهذا الاحتواء يحتاج إلى صبر وتنزلات، أقول: تنزلات وليس تنازلات، وهنا تكمن مشكلة أخرى في تعامل الأسر والمجتمعات مع الأبناء، وهو أنهم يتنازلون لهم ولا يتنزلون لهم، والمفترض العكس، فالتنازل هو ترك الأسرة والمجتمع بعض واجباتهم وحقوقهم على الابن أو الفتاة في مقابل إرضائه، وهذا خطأ كبير وخطر أكبر، أما التنزل، فهو التلطف مع الابن والابنة في أداء الواجبات، والمطالبة بالحقوق.

٢- الرقابة الذكية على منتجات الإعلام التقني والإعلام التقليدي التي يتعاطاها الأبناء، وأعني بالرقابة الذكية: تلك الرقابة التي يسبقها تربية إيمانية، تدعم خصيصة استشعار الرقابة الإلهية على العبد في نفس الابن، وتعزز فيه خصلة الحياء من الله سبحانه وتعالى، وبعد ذلك تستخدم هذه الرقابة أسلوب المعاملة بالمثل، بمعنى: أن تُطلِع الابن على ما عندك حتى يقوم هو بشكل تلقائي بإطلاعك على ما لديه، وهذا الأسلوب سوف يتيح لك الاطلاع على ما عند الابن ولو بطريق المبادرة، دون أن يشعر برقابتك عليه، أو قل: دون أن يفسر هذه المراقبة بتفسير سيئ.

٣- صناعة المشاريع المنزلية، كالقراءة الموحدة، أو مشاريع الكتابة، أو تعلم الحرف، ومتابعة هذه المشاريع بشكل جاد، وهو أسلوب يضمن تنمية مهارات الأبناء، وإيقاد طموحاتهم، كما أنه كفيل بإشغالهم -وإن كان بشكل غير تام- عن الإغراق في دواعي الإفساد الأخلاقي.

أما المدرسة فدورها الاحتسابي يتمثل في متابعة الطالب، من حيث تمثل ما ينبغي أن يتمثل فيه من الأخلاق الناهية عن المنكر، وتعزيزها أو غرسها فيه، وهنا ملحظ مهم: وهو أن الصفات الإيجابية في الإنسان إما صفات آمرة بالخير، كالصدق والصبر والمثابرة والطموح، وإما صفات ناهية عن المنكر، كالحياء والعفاف، وفيما يبدو لي نحن في أشد الحاجة إلى غرس هذا النوع من الصفات في أبنائنا.

إن أنظمة وزارة التربية والتعليم تتيح للمدرسة، بل توجب على المدرسة إقامة جماعة للتوعية الإسلامية، وهذه الجماعة من الضروري جداً استغلالها في بناء الشخصية المؤمنة الحيية العفيفة، وهنا أسجل شكراً للكثير من جماعات التوعية في المدارس؛ لحرصهم على هذا الأمر، كما أسجل عتباً عليهم أيضاً من جهة قصر الانتفاع بالجماعة ونشاطها على المسجلين من الطلاب في عضويتها، وغالباً ما يكون هؤلاء الطلاب من الملتزمين دينياً، ولا أشك أن المحافظة على هؤلاء الملتزمين مطلب مهم ومُراد من جماعات التوعية، لكن استقطاب الشباب ممن هم أقل التزاماً لا يقل أهمية عن الأول.

أما المجتمع، فتتلخص واجباته الاحتسابية في الامتثال بما أمرنا الله به في سورة العصر، حين قال سبحانه: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر:1-3].

للحوار بقية..

التعليقات

التعليقات مغلقة.