تغريدات ماذا يريدون من السلفي أن يكون ..؟!

تكبير الخط تصغير الخط

١-فيما يلي أتحدث عن أفكار ثمانية لو انتهجتها #السلفية المعاصرة لما أغضبت أحداً ولَمَا أثارت حفيظة أحد وقول السلفيين بخلافها هو ما يثير عليهم كل هذا الهجوم من مختلف الجبهات

٢-عليهم أولا: الإفتاء بجواز الاستغاثة بعباد الله من الأحياء أو الأموات وطلبهم ما لا يطلب إلا من الله تعالى ككشف الضر وشفاء المرض وجلب الرزق وإعطاء الولد بحجة أن هؤلاء مقربين من الله تعالى ويمكنهم الشفاعة عنده ولهم تواصل مباشر معه تعالى وهم أموات أو أحياء !!!!

٣-ثانيا:عليهم أن يؤمنوا بأن الأموات من الصالحين لهم حياة لا يمكنهم بها فقط صرف الضر عن أنفسهم بل بإمكانهم وهم في قبورهم سماع كل المستغيثين من مختلف أنحاء الدنيا وتوصيل طلبات الجميع إلى الله وأخذ الموافقة على تلبية الطلب وربما لهم حق تلبية الطلب مباشرة خلافاً لقوله تعالى﴿إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين﴾ [النمل: ٨٠]

٤-ثالثا:الإيمان بأن أصحاب هذه القبور بالرغم من سماعهم الطلبات من أنحاء الدنيا بجميع اللغات وفي وقت واحد إلا أن من العبادات العظيمة تكبد المشاق والسفر لأجل الوقوف والدعاء عند قبورهم وإقامة الموالد والاحتفالات هناك بالرغم من قولهﷺ(لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد)وليس قبور

٥-رابعا: تعطيل كل الآيات التي تمنع دعاء غير الله وتأمر بتوحيده في الدعاء والعبادة كلها وإفراغها من معانيها فقوله تعالى﴿وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين﴾ [غافر: ٦٠]نعطل الآية ونقول:الدعاء ليس عبادة والأمر بدعائه لا يعني النهي عن دعاء سواه

٦-وقوله تعالى﴿إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين﴾ [الأعراف: ١٩٤]معنى الآية الظاهر النهي عن دعاء المخلوقين ، لكن المطلوب من السلفيين تعطيل هذا المعنى الواضح

٧-وقوله تعالى﴿يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب﴾ [الحج: ٧٣]يفيد عجز كل المدعويبن من دون الله وضعفهم ومع ذلك مطلوب من السلفيين إفراغ الآية من معناها

٨-وقوله تعالى ﴿وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا﴾ [الجن: ١٨] معناها تحريم دعاء غير الله لكن نفرغها من معناها ونقول لا تعني عدم دعاء الأولياء وأصحاب القبور وكذلك قوله﴿والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون﴾ [النحل: ٢٠]نفرغها من معناها ونقول لا يدخل فيه الأولياء وأصحاب القبور

٩-وكذلك قوله تعالى ﴿ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون﴾ [يونس: ٦٦]نفرغها من معناها ونزعم أنه لا يدخل فيها أصحاب القبور ونلغي دلالتها اللغوية

١٠-وقوله تعالى ﴿قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين﴾ [الأنعام: ٥٦]نفرغها من معناها ونزعم أنها خاصة بالأصنام دون مخصص وليست لأصحاب القبور

١١-وقوله تعالى ﴿فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين﴾ [الأعراف: ٣٧]نفرغه من معناه ونقول ليس المراد دعاء أصحاب القبور

١٢والقرآن الكريم مليء بالآيات التي تأمر بإخلاص الدعاء والعبادة لله وعدم صرفهما لأحد من خلقه نبيا أو وليا أو حجرا أو شجرا ، فلكي يتوقى السلفيون الهجوم عليهم ما عليهم إلا أن يعطلوا كل تلك الآيات ويقولوا فقط إنها لا تعني شيئاً

١٣خامساً: تعطيل وإفراغ الآيات التي تصف عبادة غير الله ودعاء غير الله بكونها شركاً حتى لا يوصف السلفيون بالتكفير عليهم أن يعطلوا قوله تعالى ﴿إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير﴾ [فاطر: ١٤]

١٤-وتعطيل قوله تعالى ﴿ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون﴾ [المؤمنون: ١١٧]فادع من شئت واستغث بمن شئت وبما شئت، فقط لا تسمه إلهً وتنتهي مشكلتك أي علينا أن نعطل الآيات ونجعل العبرة بالأسماء لا بالحقائق

١٥-وتعطيل قوله تعالى﴿قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين ۝ بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون﴾ [الأنعام: ٤٠-٤١]فالآية التي سمت دعاء غير الله شركاً نعطلها وتفرغها من معناها حتى لا يقال عنا تكفيريين

١٦/ومثل ذلك قوله تعالى ﴿قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين۝ قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون﴾ [الأنعام: ٦٣-٦٤]أي ينجيكم من الكروب ثم تدعون غيره وهو شرك؛ومع ذلك علينا تعطيل الآية حتى لا نوصف بالتكفير

١٧-وكذلك نعطل قوله تعالى ﴿ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون ۝ من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعو من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين﴾ [غافر: ٧٣-٧٤]فهؤلاء اعترفوا أن الذي أوقعهم في النار دعاؤهم غير الله وسماه الله شركاً ومع ذلك علينا تعطيل الآية .

١٨-سادسا: مطلوب من السلفيين أن يبيحوا الابتداع في الدين وهو أن يسمح لمن شاء ابتكار ما يحلو له من عبادات وينسبها للدين أو أن يعمل بعبادات مخترعة سار عليها آباؤه أو شيوخه ويعطل جميع الآيات والأحاديث التي تنهى عن الابتداع في الدين وتأمر بالاتباع

١٩-فتعطل قوله تعالى ﴿أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم﴾ [الشورى: ٢١]فمدلول الآية اللغوي أن المتفرد بشرع العبادات هو الله وحده لكن على السلفي كي يرضي الآخرين أن يعطل دلالة الآية

٢٠وقوله تعالى﴿اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون﴾ [الأعراف: ٣]نص على أن المختص بالاتباع هو التنزيل لا ما يبتكره من يواليهم البشر من عبادات لكن مطلوب من السلفيين تعطيل هذا النص

٢١ومثله قوله تعالى ﴿ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون﴾ [الجاثية: ١٨]فإذا كان النبي مأموراً بالاقتصار على ماشُرِع له فكيف بمن هم دونه، هكذا دلالة الآية لكن السلفي مطلوب منه تعطيل هذا الفهم كي يرضى عنه الآخرون

٢٢-وقوله تعالى ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم﴾ [آل عمران: ٣١]يدل على أن الاتباع هو دليل محبة العبد لله وشرط محبة الله للعبد وعكسه الابتداع ومع ذلك فالمطلوب تعطيل الآية وإفراغها من معانيها وأحكامها وحِكمها

٢٣-ومن الحديث النبوي الذي ينهى عن البدعة قوله صلى الله عليه وسلم:(فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)فمعنى الحديث ضلال كل ابتداع لكن على السلفي كي يرضى عنه الناس أن يعطل هذا المعنى

٢٤-وكذلك حديث أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما:(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ)واضح الدلالة على أن من ابتدع شيئاً ونسبه إلى الدين فهو مردود عليه؛لكن مطلوب من السلفي ترك النصوص الواضحات وتعطيلها

٢٥-سادسا:على السلفي كي يتقي الحملات الموجهة ضده أن ينفي اتصاف الله تعالى بصفات الكمال التي وصف بها نفسه ويتجاهل دلالات النصوص التي أثبتتها وإن قرأها وقُرِئت عليه ليل نهار ليرضي دعاوى العقلانية التي جعلت حتى من ذات الله تعالى غرضا للعقول

 

٢٦عليه أن ينكر أن الله متصف بصفة العلو مع أنه يقرؤها في آيات عديدة من القرآن منها قوله تعالى﴿يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون﴾ [النحل: ٥٠]وقوله تعالى(إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه﴾ [فاطر: ١٠]عليه أن يقول ليس ربهم فوقهم ولا يصعد إليه الكلم ولا يرفع له عمل

٢٧-وعليه أن يجحد كون الله تعالى استوى على عرشه استواء يليق بجلاله ولا يبالي بقوله تعالى(الرحمن على العرش استوى)(واستوى على العرش)(ثم استوى على العرش)من أجل أن يرضي عقول أناس أرادوا أن يكيفوا ذات الله بما يوافق عقولهم

٢٨-سابعاً: عليه ألَّا يعرف معروفاً أو ينكر منكراً ويلزم نفسَه سواء أَصَلَح الناسُ أم فسدوا ويمر بمثل قوله تعالى﴿يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور﴾ [لقمان: ١٧]وأمثالها من الآيات وكأنها لا تعنيه فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة لا تناسب العصر بأي أسلوب كانت

٢٩-وأن يضرب صفحا عن مثل قوله﴿أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون﴾

٣٠-ثامنا:على السلفي ألَّا يأمر الناس بالسمع والطاعة بالمعروف ولزوم الجماعة ويصمت عن كل خارج وعن كل محرض ومثير وألَّا يبالي بعواقب الأمور وألَّا يستفيد من التجارب ولو أدى ذلك إلى ضياع البلاد وعليه أن يضرب صفحاً عما ورد في ذلك من النصوص الشرعية وكأنها لم تَرِد

٣١-وعليه صرف معاني الآيات الآمرة بالطاعة والجماعة عن ظاهرها﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا﴾على السلفي فهمها كما يريد الثائرون والمتحزبون والمحرضون

٣٢-ومثله الآية﴿وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين﴾ تدل على أن الصبر على شيء مما يكره الإنسان في الجماعة خير من خسارة كل شيء في الفرقة ولذلك شواهد في السنة كثيرة لكن السلفي عليه ألا يبالي بذلك كله ويترك السقف ليهوي على الجميع

٣٣-وعليه ألَّا يأمر عباد الله بالركون إلى الحكمة والتروي والرفق بل يثوروا مع كل ثائر وينخدعوا بكل صائح غير مبالين بقوله تعالى(يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)وقولهﷺ(مادخل الرفق في شئ إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه)

٣٤-لو فعل السلفي كل ذلك لما بالى به أحد ولما هاجمه أحد ولما افترى عليه أحد، مشكلة السلفي مع الجميع أنه يملك الدليل النصي في القضايا المفصلية وهم لا يريدون أن يتبعوا الدليل بل يريدون من السلفي أن يطرحه جانبا.

د.محمد بن إبراهيم السعيدي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.